أحمد أ. طبيب ليبي وأستاذ جامعي وجد طريقه عبر الإعلام، هو فرد من أفراد مجتمع الميم. عين، ويقول: “كلهم محطوط على رأسهم سيف المجتمع”
ماذا تعرف عن مجتمع الميم.عين في ليبيا؟
أرى أن غالبية مجتمع الميم. عين في ليبيا مبدعين وموهوبين وفنانين، طُمست هويتهم حتى تبنّوا نظرة دونية لأنفسهم، كما اختزلهم المجتمع الليبي كـ “مجتمع جنسي” فقط متجاهلين دورهم الخلّاق في المجتمع الليبي، يشعر المثلي في ليبيا بكونه أقلية لا تحتاج الدفاع عن نفسها أو إثبات وجهة نظرها، بل أقلية تشعر بالذنب، فمعظم من يتواجد منهم في ليبيا “سليمًا جسديًا” إما تم قسره على الزواج أو ابتزازه جنسيًا.
هل سبق لك أن قابلت أي شخص من مجتمع الميم.عين في ليبيا؟ وكيف شعرت؟
عندي الكثير من الأصدقاء من مجتمع الميم. عين في ليبيا، ومنهم صديقي المقرب الذي عشت عمرًا معه. عندما كنا ندرس معًا، صرحت بكوني مثليًا، خاف ونبهني عن طريق صديق مشترك أنه “إذا استمريت في إصراري على كوني مثليًا فإنه سيقطع علاقته بي”، لكن ما أثار دهشتي أنه في وقت لاحق بعد بضعة سنوات أفصح لي عن كونه مثليًا وعن سوء حالته النفسية بسبب علاقته السابقة.
دعني أحكي لكم شيئًا غريبًا، لي صديق مثلي يعيش بليبيا اتصل بي البارحة وهو في حزن شديد، وذلك لأنه سيتزوج قسرًا اليوم، التقيت به منذ أربع سنوات وقد كان يعيش حياةً عادية مع شريكه في بلد أوروبية، وقد كان مقتنعًا بأن “نحنا اللي نعيشو فيه غلط وهذا حنتعاقبو عليه من ربي”، فكنت أرد قائلًا: “كيف نتعاقبو وحني مش اختيارنا و انولدنا هكي؟”.. والآن هو مضطر للزواج حتى يرضي المجتمع. “كلهم محطوط على رأسهم سيف المجتمع”.
هل تدعم حقوق مجتمع الميم.عين في ليبيا؟ إذا كانت الإجابة بنعم، فكيف تظهر دعمك؟
طبعا وبقوة! لكن أتمنى أن يصل دعمي يومًا ما صوتًا وصورة دون الخوف على سلامتي الشخصية والتعرض للتهديدات بالقتل أو أن أعامل بعنصرية في قبل مكان عملي أو في الشارع.. أنتظر اللحظة التي أكون فيها بأمان مع شريكي في الحياة لأقدم دعمي علانية لمجتمع الميم. عين الليبي.
لكن لدي نقطة مهمة، أعتقد أن نسبةً كبيرة من المجتمع يظلمون أنفسهم ولا يتقبلون ميولهم وهواياتهم المختلفة، وقد دعوت العديد منهم لأن يحبوا أنفسهم وقابلوني بالرفض، «لو بتضحي وتساعد وتأثر في الناس، لازم هما يكونوا مستعدين للشيء هذا».
أن تكون مثليًا في ليبيا يعني أن قرار التعبير عن نفسك وعن شخصيتك وعن ميولك وكونك مثلي الميل الجنسي له عواقب وخيمة، ستضطر لترك بلدك، وأهلك وشغلك. لا يمتلك العديد من الناس الشجاعة الكافية لترك أهاليهم خاصةً في ظل الوضع الحالي للبلد.
بين الطب والاعلام، ماذا لديك لتقوله للمجتمع الليبي عن مجتمع الميم. عين؟
كطبيب، علميًا، حسب منظمة الصحة العالمية، المثلية الجنسية والعبور ليست أمراضًا نفسية أو عضوية أو اختلالًا في الهرمونات، ميولاتنا الجنسية هي أشياء نولد بها من البداية، والعلاقات المثلية موجودة منذ الأزل من قرون فاتت.
أما كإعلامي، ما لاحظته للأسف هو أن لا أحد من المجتمع الإعلامي والفني قادر على اتخاذ خطوة جريئة والتصريح بأن “المثليين لازم ياخدو حقهم كفئة من المجتمع”، راضين بالعيش تحت صخرة مخبئين ميولاتهم حتى تكون حياتهم طبيعية.