علي ز. باحث في علم الاجتماع وحليف نشط لمجتمع الميم. عين. يقول: “إن الصمت جزء من الإضطهاد”
ماذا تعرف عن مجتمع الميم.عين في ليبيا؟
في البداية لم أكن أهتم بالقضايا التي كانت تتعلق بمجتمع الميم. عين ولم استوعب المفهوم بشكل عام، لكن بعد أن درست علم الاجتماع، والتعرف على نشطاء من مجتمع الميم.عين ومعرفة المزيد عن المفاهيم والهويات الجنسانية، ومشاكلهم اليومية وحياتهم السرية، أصبحت أرى الأمور بشكل أوضح، إذ لم يكن لدي الوعي الكافي بشأنهم ولم افهم كل التعقيدات النفسية، والطبية، والاجتماعية المتصلة بمجتمع الميم.عين.
من الناحية العامة، جل معلوماتي تأتي من الأشخاص الذين أعرفهم شخصيًا، توجد بعض الظواهر الاجتماعية المنتشرة والمفاهيم المختلطة في المجتمع الليبي، فمثلًا تشتهر بنغازي بتعدد خلوات تحفيظ القرآن، وتكثر فيها قضايا البيدوفيليا (اشتهاء الأطفال)، ويتم ربط الظاهرة خطئًا بمجتمع الميم.عين، إذ أن الناس لا تفرق بين مفهوم البيدوفيلي والمثلي.
سبق لك أن قابلت أي شخص من مجتمع الميم.عين في ليبيا.. كيف شعرت؟
يعتمد ذلك على الشخص بحد ذاته، كوني تربيت ببيت اصلاحي اسلامي (الحركات الاصلاحية كانت قد وجدت بكثرة في ليبيا في الثمانينات والتسعينات وتباينت كثيرًا)، أدرك أنه كان لدي انحياز للمغايرين، ولكن لم اتجه لكراهية مجتمع الميم. عين. مارست الصمت، شاهدت العديد من الناس يضطهدون أمامي. والآن اعرف الكثير من أفراد مجتمع الميم.عين، ولي منهم عدة أصدقاء.
هل تدعم حقوق مجتمع الميم.عين في ليبيا؟ إذا كانت الإجابة بنعم، فكيف تظهر دعمك؟
بالتأكيد نعم، اتجه لمناقشة مشاكل مجتمع الميم. عين بشكل اكاديمي، أحاول طرح المواضيع بتعقيداتها للوصول إلى حلول تتوافق مع المجتمع والأفراد. من المحزن أن العديد من الأشخاص الذين يدعون للحقوق أو الاصلاح أو التغيير الإجتماعي أو الإصلاح الإسلامي هم أنفسهم لهم تحيزات ضد حقوق معينة، ما يعرض الفئات المهمشة كمجتمع الميم. عين ومعلوماتهم الخاصة للخطر في حال لجوئهم لطلب الدعم.
إذا اكتشفت أن أحد أفراد عائلتك / أقاربك من مجتمع الميم.عين، فكيف تعتقد أنك ستتعامل مع ذلك؟
أعتقد أن الأمر الذي أثر علي بشكل شخصي وكان عاملًا من العوامل وحافزًا لكي أكون حليفًا نشطًا لمجتمع الميم.عين، أنه كان لدي صديق مقرب، نشأنا سويًا ولعبنا معًا في شوارع بنغازي، وكنت أسمع عنه شائعات عديدة، وبقيت في وضع المتفرج، أشاهده يضطهد أمامي، يُسب أمامي، ومع مرور الوقت، اكتشفت أن صديقي كان من مجتمع الميم. عين، عندما علمت، أردت الحديث معه وتحذيره لأنه كان يقيم بمكان مليء بالمليشيات المتشددة، لم يكن صديقي حريصًا، وفي يوم ما، سمعت خبر وفاته، واكتشفت أن وفاته كانت مرتبطة بكونه أحد أفراد مجتمع الميم. عين، فجعتني الحادثة وشعرت بالمسؤولية نوعًا ما لأني لم أحذره. خسارتي للمقربين عندي منعتني من المشاركة في دائرة الاضطهاد وجعلتني أمد يد العون لمجتمع الميم.عين. إن الصمت جزء من الاضطهاد.
في ليبيا، يعاني مجتمع الميم.عين من جميع أنواع التمييز، فالمنابر الدينية تمنع وجوده، والمجتمع يصفه بـ “العار”، والقانون لا يمنحهم أو يؤمن بحقوقهم، هل تعتقدين أن الوعي الذي توفره كُن سيساعد في تغيير الأفكار السائدة حول مجتمع مجتمع الميم.عين؟
ربما سيكون هناك تقدم، لكن ليس كبيرًا، يجب أن تتقاطع قضايا مجتمع الميم. عين مع القضايا الأخرى التي ينادي بها المجتمع المدني الليبي، وتوحيد الضغط.
كما أن تأثير العنف على الفضاء الديني واستغلال الحكومات الليبية للتيارات الكتابية (الأصولية) وتغييبها لباقي المذاهب من الفضاء العام، وذلك لاستغلالها للتعبئة للحروب، تأثر الفكر العام للمجتمع الليبي تبعًا للمذهب الرائج بتوجهه للانغلاق وعدم قبول الاختلاف، ولك أن ترى رد الفعل السلبي والقوي لطرح قناة وعد لموضوع المثلية الجنسية. فحتى نستطيع طرح الجنسانية بمفاهيم متوسعة للمجتمع يجب دعمها بخط دفاعي كبير، حتى لا يتم مهاجمتها كغيرها من مفاهيم الإصلاح الاجتماعي التي صارت من المفاهيم الشيطانية في المجتمع.
يجب استخدام آليات واستراتيجيات ذكية على المدى البعيد، لتبين أن المفهوم اجتماعي يتم طرحه بألوان مختلفة وأساليب متنوعة، ويجب التواجد داخل المجتمع الليبي وطرح الموضوع بطريقة واسعة المدى. أعتقد أن من حق الذين خسرناهم علينا أن نستمر في نشر الوعي والبحث.