الاغتصاب التصحيحي هو تسمية اصطلحتها الناشطة في مجال حقوق المرأة والنسوية في جنوب أفريقيا، برنيديت موتيين خلال مقابلة أجرتها معها هيومن رايتس ووتش.
وهو فعل إجرامي في نظر كثير من القوانين وكل مفاهيم حقوق الانسان، ولكن يتم التغاضي عن تطبيقه وخاصة في الدول التي تعاني من اضطهاد المثلية، ويقصد بِهِ اغتصاب الإناث لميولهن الجنسية أو هويتهن الجندرية، حيث يظن مرتكب هذا الفعل أن المثلية مرض نفسي أو جنسي و يستطيع علاجه عن طريق الإغتصاب، هذا وكشفت دراسة أجريت في عام 2000 وجود مناخ مجتمعي يدعم جرائم الكراهية ضد الرجال المثليين (والنساء) مثليات الجنس تقود الى ممارسات عنيفة ضد المثليين ومنها “الاغتصاب التصحيحي”.
كذلك تسهم ردود الفعل السلبية على جرائم الكراهية من جانب المجتمع الأوسع ، وتفاعل الشرطة ونظم العدالة، مع الاغتصاب التصحيحي، حيث يعتقد بعض الناس أن الاغتصاب التصحيحي يمكن أن “يصلح” الأشخاص الذين لا يتوافقون مع المعايير السائدة.
صرحت حينها برنيديت موتيين حول وضع المثليين في جنوب افريقيا في تلك المقابلة:
“انطلقنا على الفور إلى مركز الشرطة للإبلاغ عن ما حدث، كنت قلقة من محاولة هؤلاء الأولاد فِعل ذلك مرة أخرى(شن صار هنا) عند تجولي ليلًا.
تقول أن الشرطة كانت عادلة ومفيدة، لكن تُضيف: “أردت الحصول على المزيد من الدعم، لكنهم لم يُبادروا بشيء”.
لا يأتي التحرش من داخل مجتمع الفرد فقط، وقد يتقاطع مع أشكال أخرى من الكراهية. تقول كاتليجو البالغة من العمر عشرين عامًا من مدينة مملودي أنها كانت تعاني من مشاكل قليلة في بلدتها الأصلية. لكن عندما انتقلت إلى مدينة بريتوريا وانخرطت في مدرسة أغلب طلابها من بيض البشرة: “تعرضت للمضايقة في المدرسة بانتظام، إما بسبب ميولي الجنسي أو بسبب عرقي، كانوا ينادونني بالـ”kaffir – أي كافرة” و “moffie – أي لوطية” وأحيانًا ينادونني بالاثنين”. في بريتوريا، تقول كاتليجو: “كانوا يُلقون عليَّ الحجارة والزجاج”.
يمكن أن يتخذ الاعتداء الذي يتعرض له المثليون والمثليات وثنائيُّو الميل الجنسي والعابرون أشكالاً وحشية. تعتقد معظم المثليات اللاتي تحدثت إليهن المنظمة، أنه من المحتمل بشدة أن يصيروا ضحايا للاغتصاب. ولعدم وجود تحقيق إحصائي دقيق، تقتصر الأدلة المتوفرة على تلك القصصية، تضيف برنيديت موتيين : أن الخوف واضح في كيب تاون، وتقول:
” يتم استهداف المثليات بشكل خاص للاغتصاب الجماعي، ومن المرجح أكثر أن تتعرض المثليات الأفريقيات للاغتصاب في البلدات والقرى، وعندما سئلت إلى أي مدى تُستهدف المثليات ذوات البشرة السمراء للاغتصاب بسبب ميولهن الجنسي؟ أجابت: لا توجد إحصاءات واضحة، ولا أعرف ما هي النسبة المئوية للمثليات ذوات البشرة السمراء المستهدفات لغرض الاغتصاب التصحيحي، لم أسمع أبدًا عن استهداف المثليات بهذه الطريقة خلال فترة نضوجي، لذا أريد أن أعرف متى بدأ ذلك، هنا تتواجد العصابات دائما في البلدات، لذا لا يمكن نسبُها إلى هذا السبب. لا أعرف أيضًا لماذا تُستهدف المثليات ذوات البشرة السمراء أكثر، أود أن أعرف عدد النساء اللَّاتي يتعرضن للاغتصاب على أيدي الإخوة والآباء.. إلخ، في البلدات التي بها أغلبية من ذوي البشرة السمراء.
كما يسعنا هنا اعتبار رهاب المثلية من اسباب وجود حالات الاغتصاب التصحيحي، وكذلك العرف بأن الرجل للمراة هو النمط الطبيعي والافتراضي وهكذا ينبغي ان يكون جميع البشر”.
Project Unbreakable
تم اطلاقه كمشروع للدفاع عن كرامة ضحايا الإغتصاب التصحيحي في الولايات المتحدة، ويقوم المتفاعلون مع المشروع من الضحايا بتدوين العبارات التي قيلت لهم قبل أو أثناء الاغتصاب مثل “الآن أنتي ليست مثلية” أو “أنت أكثر جمالاً من أن تكوني سحاقية”، الأمرالذي قد يساعد في التنبيه لهذه الممارسة ومدى فظاعتها، وتحفيز السلطات المنفذة للقوانين لاستجابة اكثر فاعلية مع البلاغات والحوادث ذات العلاقة.
ضحايا هذا النوع من الاغتصاب متواجدون في جميع البلدان وبالأخص في دول العالم الثالث، قد لا نجد احصائيات لتلك الحالات في عالمنا العربي لكنها موجودة بكثرة و بالأخص في المجتمعات المتحفظة أو المتديّنة، والوعي خطوة مهمة لانقراض هذا الفكر.
و من الرموز الثورية للدفاع عن حقوق المثليين في جنوب افريقيا والتي تعرضت للاغتصاب التصحيحي “ايودي سيملان”.
وهي لاعبة كرة قدم من جنوب افريقيا ولدت عام 1977 ولعبت لمنتخب كرة القدم النسائي في جنوب أفريقيا ونشطت في مجال حقوق المثليين.
شاركت سميلان كلاعبة خط وسط لفريق سبرينغز هوم إف سي، وايضا في الفريق الوطني لكرة القدم النسائية في جنوب أفريقيا، كما دربت أربعة فرق وكانت تدرس لتكون حكماً رياضيا، وتعتبر من اوائل النساء اللواتي اعلن ميولهن كمثليات في مدينتها كواثيما.
ما روّع الحقوقيّين ومتابعي سميلان هو العثور على جثتها في العام 2008 نصف عارية في نهر مدينة كوا ثيما، فقد تم اختطافها، واغتصابها، وضربها، وطعنها 25 مرة في الوجه والصدر والساقين بسبب ميولها الجنسي، حسب تقارير حقوقية، و كونها ناشطة في مجال حقوق الانسان وتدعو للمساواة.
صدر تقرير عن منظمة “أكشن إيد” غير الحكومية وأقرته لجنة حقوق الإنسان في جنوب أفريقيا جاء فيه أن جريمة قتلها كانت بدافع الكراهية ضدها بسبب ميولها الجنسي، وفقاً لمنظمة أكشن إيد، فإن هذه الجريمة لن تعترف بها دولة جنوب أفريقيا ولا نظامها القانوني، وهذا ما يزايد القلق ازاء انتشار الجرائم من هذا النوع، وضعف تجاوب السلطات حيالها.