كايلي ديفون، 23 عامًا، – دراق كوين- ليبي الجنسية. وُلد كايلي وعاش في مدينة طرابلس حتى بلغ سن العشرين، في عائلته المكونة من والديه وأخواته الثلاث، لم يكمل دراسته الجامعية، لكنه طالما أراد التخصص في مجال الطب والجراحة التجميلية، لكنه الآن فنان تجميل – Makeup artist ودراغ كوين – Drag queen (اي ممثل ومغني كوميدي (بمظهر امرأة) مستقر (في احدي المدن الالمانية) حيث لجأ إليها منذ ثلاث سنوات.
“لطالما أحببت الرجال، لم أعِ أن هذا يعني كوني مثليًا أو مختلفًا عن الآخرين، تحدثت أخواتي عن الرجال بإعجاب فلم أر بُدًّا من إعجابي بهم، كن أخواتي يمثلن المعيار القياسي لدي هو طبيعي، فمن الطبيعي أن يُحب الرجال، ولم أدرك حينها أن للمجتمع رأي آخر”
صراعي مع الذات و الناس
“عندما بدأت التعرف على معنى كلمة مثلي الجنس، ونتيجة لما غرسه داخلي المجتمع الليبي من أفكار دونية تجاه المثليين، اتجهت للإنكار معتقدا ان المثلية أمرٌ مقزز، محرم، مستهجن. وحينما أيقنت حقيقة أنني مثلي الجنس، تلقائيًا، اتجهت لجلد الذات، فصرت امقتُّ نفسي، ولم أُرد أن أكون الشخص المكروه الممقوت من قبل الجميع بسبب ميولي! أخفيتُ توجيهي واوَغْتُ نفسي، لكن سُرعان ما ظهرت الحقيقة، اعترفت لأختي الصغرى ووالدتي بمكنونات نفسي فما كان منهم إلا تقبلي ودعمي لأكون من أنا عليه الآن.”
” كانت مرحلة دراستي الثانوية صعبة، اكتشف كل رواد مدرستي كوني مثليًا،حين جد أمر غير وجهة الأحداث حيث سرق شخصٌ ما هاتفي ورفع مقطعًا مُصورًا – مقطعًا أرقص فيه على إيقاع إحدى الأغاني الشعبية – البوب – الخ- على اليوتيوب، أصبت كنت في بحالة من الهلع والصدمة والخوف، لظهوري خلال الفيديو أتصرف لتصرفي بطريقة ناعمة وأنثوية في المقطع المصور، واجهت كمًا مهولًا من التنمر والتحرش، سخِروا مني لكوني بدينًا ولكوني مثليًا، ولكن بدعمٍ من صديقاتي وعائلتي تغلبت على تلك النكسة وتقبلت نفسي وأحببتها. ولم يخلو الأمر من الإيجابية، راسلني الكثير من الناس بعد هذه الحادثة، منهم من مدح صوتي ومنهم من اعترف لي بأنه مثلي الجنس أيضًا. بعد أن علم الجميع، توقفت عن الاهتمام بما يُقال عني، تقبل الكثير من الناس طبيعية ميولي الجنسي.
من الجانب الآخر، حذرتني والدتي دومًا من تبعات تصرفاتي، فحتى أتمكن من العيش في مجتمعنا كان يجب علي أن أخفي من أكون.
لم أستطع العيش أكن على طبيعتي، لهذا السبب أفقد ثقتي بنفسي عندما أكون محاطًا بعدد كبير من الناس، حُكم علي بالتطبع بطبائع من كانوا حولي حتى يتقبلونني، “كونك مختلف لن يُرحب بك” .
هجران البلد.. هجران الخوف
كان كايل يتعلم الإنجليزية بإحدى مراكز القطاع الخاص المراكز الخاصة لتعليم اللغات بطرابلس، عندما اقترح عليه والده اكمال دراسته الجامعية بألمانيا، وكان ذلك.
رغِب كايل بحياة أخرى، بعيدًا عن واقع لا يتقبله، وبعد سنتين من العمل الجاد لترتيب أوضاعه، ها هو الآن يعيش في ألمانيا.
“شعور الحرية، أن أكون أنا، أجمل وأروع من أن أصفه بكلمات، أحسست أنني عارٍ، أتصرف كما أريد، أرتدي ما أريد، أتكلم بالطريقة التي أريدها”
كايلي ديڤون و فن الدراغ
يقول كايل: “أحبُّ الغناء والرقص، منذ وصولي لألمانيا صِرتُ أقتني أشتري مستحضرات التجميل واستعملها وأضعها حتى أُتقنت وضعها باحترافية.
جائني بعد مدة صديقي من البرازيل ودعاني لحضور حفل ة خاص ة بالمثليين، قررت ارتداء شخصية الـ dragوالظهور ككايلي ديڤون بدلًا من كايل، شخصية كنت أرسمها في خيالي، كنت فيها الرسام واللوحة، أسميتها “لوحة نفسي”. والآن بعد مرور سنتين، يختلف الإحساس عن أول مرة ارتديت فيها الـ Drag.
دائمًا ما يفكر كايل بالخروج للعلن كـ Drag Queen ليبي الجنسية لكنه يعي أن المجتمع لن يتقبل كونه مثليًا وسيسمُه “مُخنث يرتدي لباس امرأة”، لهذا يُأجل كايل هذه الخطوة حتى يكون للمجتمع الليبي وعيٌ كافٍ بالحريات وطبيعة ما هو عليه .
“أشعُر بالثقة في كل الحالات سواءً كنتُ كايل أو كايلي ديڤون، لكن ثقتي بنفسي ازدادت بعد ممارستي فن الـ Drag، ساعدني الـ Drag جدًا، فعندما جنيت أخذت أول مقابل مادي في أحد العروض، أعانني ذلك المبلغ على تقديم اجراءات اللجوء، لا أعلم ماذا كنت سأفعل علم لي ألي لم أمتهن الـ Drag، ساعدتني ممارسة هذا الفن نفسيًا حيث تمكنت من التعرف الي نفسي أكثر، ساعدتني أيضاً للخروج من تلك الخزانة وأن أعترف للعالم بكوني مثليًا، كانت كذلك فرصة لأتعرف على الكثير من الأصدقاء – أو من اعتبرهم عائلتي الحقيقية -، أجريت معك هذا اللقاء بسبب ممارستي لهذا الفن الذي أحبه، يستمر الـ Drag في تغيير حياتي وتشكيلها شيئًا فشيئًا”.