للأسف الشديد أصبح فيروس نقص المناعة المكتسب (HIV) أحد أمراض العصر الذي ينتقل بسرعة كبيرة وخصيصاً في مجتمعاتنا العربية وسبب إنتشاره الواسع إنعدام ثقافة الواقي الذكري والسلامة الجنسية، وهذا يرجع لنقص التوعية في مجتمعنا الليبي، أدّى هذا الي أنتشاره الواسع، وتحمل قارة أفريقيا أكثر نسبة من المتعايشين بالفيروس عالمياً بنسة 71 بالمئة .
ماهو فيروس نقص المناعة المكتسب (HIV) وما الفرق بينه وبين الإيدز (AIDS)؟
فيروس نقص المناعة البشري/متلازمة نقص المناعة المُكتسَبة “الإيدز” هو عبارة عن مرض تحدث الإصابة به بسبب فيروس نقص المناعة البشري (HIV)، والذي يستهدف جهاز المناعة ويضعف أنظمة الوقاية والدفاع الخاصة بالأفراد ضد حالات العدوى وبعض أنواع السرطان. كما يدمر الفيروس وظائف الخلايا المناعية ويضعفها، ويصبح الأفراد تدريجيًا مصابين بعدوى ضعف المناعة. ويؤدى ضعف المناعة البشرية إلى زيادة التعرض لمجموعة كبيرة من حالات العدوى والأمراض التي يصعب على الأشخاص الذين يتمتعون بمناعة صحية محاربتها. ويمكن أن ينتقل فيروس نقص المناعة البشري عن طريق تبادل مجموعة متنوعة من سوائل جسم الأشخاص المصابين، مثل الدم ولبن الأم والسائل المنوي والإفرازات المهبلية ولكنه لا ينتقل عن طريق الملامسة اليومية الطبيعية مثل التقبيل أو المعانقة أو المصافحة أو تبادل الأشياء الشخصية أو الطعام أو الماء. وتختلف أعراض فيروس نقص المناعة البشري تبعًا لمرحلة الإصابة. ومع ذلك يتسبب الأشخاص الذين يعيشون مع فيروس نقص المناعة البشري في حدوث حالات عدوى كثيرة في الأشهر القليلة الأولى، وكثيرًا منهم لا يدركون وضع إصابتهم حتى يصلوا إلى المراحل المتأخرة. وقد لا يشعر الأشخاص، خلال الأسابيع القليلة الأولى بعد العدوى الأولية، بأي أعراض أو قد يشعرون بأعراض مرض تشبه الأنفلونزا والتي تشمل الحمى أو الصداع أو الطفح الجلدي أو التهاب الحلق. وحيث تُضعف العدوى الجهاز المناعي للشخص تدريجيًا، قد يتعرض الفرد لعلامات وأعراض أخرى مثل تورم الغدد الليمفاوية وفقدان الوزن والحمى والإسهال والسعال. وقد تؤدى الإصابة بفيروس نقص المناعة البشري/متلازمة نقص المناعة المُكتسَبة “الإيدز”، في حالة عدم معالجتها، بشكل حتمي إلى وفاة الشخص المُصاب.
ولا يوجد حاليًا أي لقاح ضد فيروس نقص المناعة البشري/متلازمة نقص المناعة المُكتسَبة “الإيدز”. ومع ذلك، هناك عدد من الأمور المشجعة للغاية من أجل تطوير لقاح فيروس نقص المناعة البشري. حيث أظهرت تركيبة من لقاحين، مستضد فيروس نقص المناعة البشري الذي يُعتبر فيروس جداري مُعدل ولقاح يُسمى بلقاح الوحدة الفرعية للبروتين، أنها توفر حماية بنسبة تزيد عن 30٪ من الإصابة بفيروس نقص المناعة البشري في التجارب السريرية التي أجريت على الإنسان و”بروتوكول RV144″ في تايلاند، في عام 2009. وبالتالي تتمثل جهود تطوير اللقاح الحالية في شقين: تحسين نتائج بروتوكول RV144، في التجارب المُخطط إجرائها في تايلاند وجنوب أفريقيا، وتطوير مجموعة كاملة من منتجات “الجيل الثاني” للتعامل مع التحديات المتمثلة في التباين الشديد لفيروس نقص المناعة البشري، حيث يمثل ذلك عائقًا كبيرًا أمام تطوير لقاح فيروس نقص المناعة البشري.
يعتبر مرض الإيدز، أو متلازمة نقص المناعة المكتسبة، أحد أشهر الأمراض المعروفة عالمياً. لكن وبالرغم من هذا، إلا أن كثيراً من المعلومات المنتشرة بكثرة حول هذا المرض تشوبها العديد من المفاهيم الخاطئة أحياناً. فيما يلي تصحيح لأبرز المفاهيم الخاطئة الشائعة حول مرض الإيدز:
الخطأ الأول: فيروس نقص المناعة المكتسبة ومرض الإيدز هما الأمر ذاته.
فيروس نقص المناعة المكتسبة يؤدي إلى مرض الإيدز، لكن مع العلاج الصحيح، قد يعيش الأشخاص المصابون بهذا الفيروس طوال حياتهم دون أن يتطور إلى مرض إيدز. وليس من الضرورة أن تتطور كل إصابة بالفيروس لتصبح مرضاً. ويعتمد هذا على تلقي العلاج الصحيح.
الخطأ الثاني: لا يحتاج المصاب بعدوى فيروس نقص المناعة المكتسبة للخضوع إلى برنامج علاج إلى أن يصبح مريضاً جداً.
تنصح منظمة الصحة العالمية الأشخاص حديثي الإصابة بالعدوى ببداية العلاج في أقرب فرصة، لحماية أجهزتهم المناعية. ويتضمن برنامج العلاج مضادات الفيروسات القهقرية، التي تحارب الفيروس.
الخطأ الثالث: المرأة الحامل المصابة بعدوى فيروس نقص المناعة ستعدي مولودها.
بالتأكيد ليس من الضروري أن يصاب المولود بالعدوى من أمه المصابة بالفيروس، فإمكانية العدوى هي بين 25 و 33 بالمائة، بحسب مدير مركز برنامج الأيدز للبحث في جنوب أفريقيا البروفيسور سليم عبدول كريم. ويمكن تقليل إمكانية الإصابة بالعدوى من خلال إعطاء الطفل حبوب “بريب”، التي تحمي من الإصابة بالمرض.
الخطأ الرابع: الإصابة بفيروس نقص المناعة ستسبب الموت حتماً.
بالرغم من أنه لم يتم التوصل إلى علاج أو لقاح لهذه العدوى، إلا أن الأدوية المخصصة لمرضى الإيدز قادرة على تقليل تكاثر الفيروس في الدم وحماية الجهاز المناعي من انتشار المرض. وبحسب البروفيسور كريم، “أكثر من 95 إلى 99 بالمائة من المرضى الذين يتلقون العلاج لن يعانوا سوى من صعوبات أمام عيشهم حياة طبيعية”. وبفضل العلاج المنتظم، سيتمكن المريض من العيش لسنوات طويلة.
الخطأ الخامس: يمكن الشعور بالعدوى بفيروس نقص المناعة.
قد تستغرق أعراض العدوى بفيروس نقص المناعة المكتسبة، والذي يسبب مرض الأيدز، سنوات إلى أن تظهر. فبحسب المدير التنفيذي لجميعة الإيدز الدولية أوين رايان، “يستغرق ظهور أعراض العدوى على شخص يوجد فيروس نقص المناعة في جسمه بين ثمان و10 سنوات وسطياً، لذا، فمن المستحيل تشخيص المرض في مراحله الأولى”.
كيف تحصل العدوى؟
لا يداهم خطر الإصابة بالفيروس إلا عندما تدخل سوائل الجسم المحتوية على كمية كبيرة من الفيروسات إلى جسم شخص آخر. ويحدث ذلك تقريباً في حالات ثلاث: ممارسة الجنس، وبالحقن الملوثة بدم المصابين عند تعاطي المخدرات مثلاً، وأثناء الحمل والولادة أو الرضاعة الطبيعية من الأم الحاملة للفيروس.
صحتك تهمنا