هل سبق لك أن عشت حياةً كان عليك فيها ارتداء وجهٍ آخر حتى تتناسب مع توقُّعات مجتمعك أو تنسجم معه؟
هل سبق لك أن فكرت في عواقب إنكار جنسانياتك؟ قد يُدمر ذلك قدرتك على الحب!
يُشير مصطلح الجنسانية إلى الإنجذاب الجنسي أو تجارب الإنجذاب الجنسي أو التفضيلات الجنسية. تشمل بعض الجنسانيات كلًا من مثليِّي الميول الجنسي (ينجذب إلى نفس الجنس)، مُغايِري الميول الجنسي (ينجذب إلى الجنس الآخر)، وثُنائِيّي الميول الجنسي (ينجذبون إلى أكثر من جنسٍ واحد).
قد يُعرّف الشخص نفسه كمثلي، مثلية، مُزدوج الميول الجنسي، مُغاير، متعدد الميول الجنسي، كوير، لا جنسي أو أيَّ شيءٍ آخر أو قد لا يكون متأكدًا بعد من هويته الجنسية.
هناك مجموعة من التجارب المجهدة التي قد تزيد من خطر الاكتئاب والقلق وإيذاء النفس والانتحار لدى الشباب المنجذبين لنفس الجنس. بعض التجارب الشائعة التي يمكن أن تؤثر على الصحة العقلية لهؤلاء الشباب يمكن أن تشمل:
- الشعور بالإختلاف عن الآخرين.
- التنمر الناتج عن رهاب المثلية، سواءًا كان لفظيًا أو جسديًا.
- الشعور بالضغط الناتج عن إنكار أو تغيير جنسانيتهم.
- القلق بشأن “الخروج من الخزانة” والإفصاح عن جنسانيتهم إلى الأصدقاء أو العائلة أو زملاء العمل أو الدراسة، وإمكانية رفضهم أو عزلهم.
- الشعور بعدم وجود الدعم الكافي أو سوء الفهم من قبل الأصدقاء أو العائلة أو زملاء العمل أو الدراسة.
ما هي العلامات المبكرة التي تشير إلى وجود مشكلة صحية نفسية محتملة؟
- تغيُّرات في المزاج: الشعور بالحزن، القلق أو الانفعال أكثر من المعتاد.
- تغيُّرات في السلوك: قلة الحديث، الإنسحاب من المحيط الإجتماعي أو العدوانية.
- التغُّيرات في العلاقات: الخلاف مع الأصدقاء أو الشركاء أو الصِّراع مع الأسرة.
- تغيُّرات في الشهية: تناول الطعام بشكل أكثر أو أقل من المعتاد، فقدان أو زيادة الوزن بسرعة.
- التغيُّرات في أنماط النوم: عدم النوم بما فيه الكفاية، أو النوم أكثر من اللازم.
- التغيُّرات في القدرة على التَّوائُم/ التَّعايُش: الشعور بالإرهاق أو التعب من الحياة.
- التغُّيرات في التفكير: تزيد الأفكار السلبية أو الإنتحارية.
نعلم جميعًا أنه من الطبيعي اختبار بعض هذه التغييرات من وقت لآخر. لكن عندما تستمر هذه التغييرات لفترة أطول من المتوقع وعندما تُبدي تأثيرًا واضحًا على حياة الشخص ودراسته وعمله وصداقاته، حينها يجب تشجيعه لطلب المساعدة. والوقوف بجانبه.
كيف تُسانِد نفسك؟
إعلم أنه لا يوجد شيء خاطئ في هويتك وما أنت عليه، وبغض النظر عن الميول الجنسي أو الهوية التي تراها لنفسك، ولا ينبغي أن يؤثر شيء من هذا القبيل على صحتك العقلية، يجب أن تخبر نفسك دائمًا أن رهاب المثلية مشكلة المجتمع ، لست أنت السبب. أنا أيضًا تعاملت مع رفضي لجنسانيتي وما أنا عليه، واضطررت إلى البحث عن طرق لتغيير حياتي الجنسية، أثَّر عدم قبولي لنفسي على صحتي العقلية، أتمنى لو أدركت ذلك قبل سبع سنوات، أن رفضي لنفسي يعني بوضوح عدم قدرتي على رؤية الآخرين من أمثالي. هذه هي الحفرة الرهيبة التي لا يزال الكثير من مجتمع الميم يحاولون الخروج منها. هذا هو السبب الذي يقود بعض المعارضين الشرسين لحقوق مجتمع الميم إلى الخروج من الخزانة، عندما يثقل عليهم الإدعاء أكثر مما يستطيعون احتماله. يَرَوْن شخصًا يمر بنفس التجارب الحياتية وبدلاً من رؤية أنفسهم، لا يرون سوى ما يُحطّمُهم. يا لها من نعمة ألَّا يكون لديك ما تخشاه، أن تعتزَّ بكُلِّ جزءٍ منك وتفخر به.
إن وَثِق بك أحدٌ ما ليشاركك قصته، خُذ الوقت الكافي واسأله عما يمكنك تقديمه له من دعم. طَمْإنه أنك ستحترم خصوصيته واطلب إذنه قبل مشاركة معلوماته أو قصته مع أي شخص آخر. يجب أن يظل حق الإفصاح للشخص نفسه، وأن يكون جاهزً للمرور بمراحل الإرتياح والتقبل لجنسانيته.